أجهزة بروجكتر
الشاشات
إضاءة
العرض التفاعلي | لافتات
ثمة اعتقاد خاطئ بأن جميع الأجهزة الإلكترونية يجب أن تعرض الألوان ذاتها، وبخاصة الأجهزة من ذات الماركة والموديل. ومع ذلك فالحال لا يكون كذلك دومًا. هل فكرت من قبل في السبب الفعلي لأن تبدو الصورة مختلفة؟
ثمة اعتقاد خاطئ بأن جميع الأجهزة الإلكترونية يجب أن تعرض الألوان ذاتها، وبخاصة الأجهزة من ذات الماركة والموديل. ومع ذلك فالحال لا يكون كذلك دومًا. يُوضح ذلك بتجربة بسيطة: عندما تضع الصورة ذاتها على شاشتين متجاورتين، فإنك، وبنسبة 95%، لن ترى الصورتين متطابقتين، وعلى الأرجح ستجد نفسك في موقف كالموضح في الشكل 1. لا يتعين أن تكون الشاشات من ذات الماركة والموديل، ولكن لأغراض التوضيح، استخدمنا صور أربع شاشات متطابقة.
الشكل 1: ألوان مختلفة على أجهزة من النوع ذاته
وثمة موقف أخر تشهد فيه الظاهرة وذلك عندما تقدم على شراء تلفاز جديد. فمعظم الناس تقصد محل إلكترونيات كبير ومن ثم تقرر الشراء بالاختيار بين الأجهزة المعروضة. ثم تمضي فتختار الجهاز الذي ترى أن ألوانه أو جودة صورته (أو سعره) الأكثر مناسبة وقبولاً لك. وإنه لمن اليسير أن تقرر بصريًا أي الشاشات جرى تطويرها وتحسينها من قبل المُصنع لتقدم ما يحسبونه أفضل جودة صورة. ويسري المبدأ ذاته على الشاشات وأجهزة العرض والطابعات والكثير من الأجهزة الأخرى. ولكن رغم أن الصور تأتي من المصدر نفسه (البث في الحل أو فيديو العرض المدمج في التلفاز) هل فكرت من قبل فيما يجعل الصورة تبدو مختلفة؟
إلى جانب المًصنع أو ضبط المحل الإعدادات الألوان، ثمة سببان رئيسيان أخران يُعزى إليهما تباين مظهر الألوان بين الأجهزة تباينًا كبيرًا: السبب الأولى هو اختلاف نظرية مزج الألوان في كل نوع من الأجهزة، والسبب الثاني هو التذبذبات والاختلافات في عمليات الإنتاج الكبير.
الشكل 2: (أ) استخدام ضوء RGB ملون لمزج الألوان./ (ب) استخدام ملونات CMY لمزج الألوان.
أولاَ، نحن نتحدث عن نظرية مزج الألوان. ثمة طريقتان في هذا الصدد لمزج الألوان. أولهما استخدام الضوء الملون والأخرى استخدام الملونات ذاتها. يوضح الشكل 2a استخدام الضوء الأحمر والأخضر والأزرق لمزج الألوان ويوضح الشكل 2b استخدام الملونات السماوي والقرمزي والأصفر. في الشكل 2a، عند إضافة الضوء الأحمر والأخضر والأزرق معا، سترى اللون الأبيض. وعند إضافة الضوء الأحمر والأخضر معا، سترى الضوء الأصفر، وحينما يُضاف اللون الأحمر والأزرق معا سترى اللون القرمزي.
عند الحديث عن مخططات الألوان هذه، دائما ما نشير إلى السماوي والقرمزي والأصفر (الشكل 2b) بوصفها "الألوان الرئيسية" والألوان الأحمر والأخضر والأزرق (الشكل 2a) بوصفها "الألوان الثانوية". ونظرًا لأنه يجري إنتاج الألوان بأخذ ركيزة الضوء الأبيض باستخدام وسيط الضوء المفلتر، فإن هذه الطريقة لمزج الألوان تُسمى "طريقة مزج الألوان التخفيضية". وبالعكس، نظرًا لأنه يمكن إنتاج اللون الأبيض بإضافة الأحمر والأخضر والأزرق معا، فإن نُسمى هذه الطريقة "مزج الألوان الإضافي".
إذن الفارق، إذا أردنا استخدام الملونات أو الأحبار لإنتاج ألوان بطريقة "مزج الألوان الإضافي" فإنه يتيعن تطبيق الملونات أو الأحبار في ركيزة مثل الورقة أو لوحات قماشية. لذا يجب التفكير في الأبيض في الشكل 2b لتكون الأبيض من الورقة أو اللوحات القماشية. وعلى هذه الأسطح، وعند مزج الملونات السماوي والقرمزي، فإنك سوف ترى لونًا أزرقًا؛ في حين أن مزج الملونات القرمزية والصفراء فإنك سترى لونا أحمرًا. عند مزج الملونات الثلاثة السماوي والقرمزي والأصفر معا، فإنك نظريًا ستحصل على اللون الأسود.
الشكل 3: نظام الألوان الإضافي
الشكل 4: نظام الألوان التخفيضي
عندما نعيد إنتاج الصور رقميًا، مثل عرض الصور على الشاشات أو أجهزة العرض، دائمًا ما يجري استخدام طريقة "مزج الألوان الإضافي" كما هو موضح في الشكل 3. عند إعادة إنتاج الصور ماديًا في نسخة ورقية، مثل استخدام الطابعة لطباعة صورة، يجرى استخدام طريقة "مزج الالوان التخفيضي" كما هو موضح في الشكل 4. وإنه لمن اليسير أن ترى أن الألوان الثانوية للنظام الإضافي والنظام التخفيضي متقابلان تمامًَا. وتسري نفس الفكرة على إنتاج اللون الأبيض والأسود في النظامين كليهما. لذا فإنه يُمكننا توقع أن الألوان الناتجة من شاشات أو أجهزة العرض ستكون مختلفة عن الألوان في الوسائط المطبوعة نتيجة اختلاف طريقة مزج الألوان.
أما السبب الثاني فيما نقف عليه من تغيرات في الألوان المنتجة على الأجهزة المختلفة فمرده إلى تذبذبات واختلافات الإنتاج الكبير. يوجد خمسة طرق مختلفة لإنتاج هذه الألوان. في الشكل 5، سنشرح باستخدام شاشة يشيع إنتاجها كمثال:
الشكل 5: المكونات الرئيسية في لوحة LCD
يوضح الشكل 5 المكونات الرئيسية داخل لوحة شاشة. فثمة 10 طبقات مختلفة من المكونات على الأقل لتكوين لواحدة فقط. والمكونات الأساسية التي غالبًا ما تؤثر على الألوان مدرجة فيما يلي:
1. الضوء الخلفي
2. المستقطب
3. ركيزة TFT
4. كريستال سائل (LC)
5. مصفوفة فلترة الألوان
6. ركيزة فلتر اللون
نظرًا للعمليات المادية وأمور التصنيع، فإنه يمكن بالطبع توقع حدوث تغيرات وتذبذبات في طرق الإنتاج الكبير لكل طبقة من هذه المكونات. ويُقدر مقدار هذا التذبذب بنحو 5% لكل مكون وذلك حتى يتسنى إنتاجه بظروف السرعة المطلوبة والسعر المعقول المناسب. ولنقل مثلاً أننا سنحكم ضمان الجودة ليقل التذبذب إلى 2% من كل مكون مستخدم. بالنظر إلى وجود مكونات من 10 طبقات، فإن التذبذب في إنتاج اللوحة قد يبلغ 15-20% بسهولة. لذا، عندما يستخدم المصنع لوحات مباشرة دونما تعديل أو معايرة، فإنه لا شك في اختلاف الألوان من جهاز إلى آخر. وهذا بالضبط ما يجري في حالة الشاشات وأجهزة العرض والتلفاز بل وحتى الطابعات.
لقد تعلمنا من هذه المقالة أنه ثمة ثلاثة أسباب مسئولة عن اختلاف ظهور الألوان على الأجهزة المختلفة. السبب الأول هو أن لكل جهة مصنعة أفضلياتها في توان الألوان. أما السبب الثاني فهو أن نظرية مزج الألوان مختلفة على اختلاف الوسائط المتباينة. ويبقى السبب الأخير متمثلاً في تذبذب الإنتاج الكبير. والآن، وبعد أن وضعنا أيدينا على أسباب جوهرية لهذه الظاهرة، سنناقش في المقال التالي ما يمكن عمله لجعل الألوان تبدو متماثلة على الأجهزة المختلفة.