الاستعداد لمستقبل ناشئ جديد
توصلت العديد من الدراسات والاستطلاعات في السنوات الأخيرة إلى نفس النتيجة وهي: ما يقدر بنحو 75% إلى 85% من الأطفال الملتحقين بالمدرسة الابتدائية في حاضرنا الحالي سيشغلون مهنًا و/أو وظائف غير موجودة حاليًا.1 يمكننا فقط تخمين ما ستكون عليه شكل هذه المهن والوظائف الجديدة، لكننا نعلم أن التطورات التكنولوجية الجديدة مثل إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي والروبوتات وغيرها من التطورات ستجعل من المهن الموجودة حاليًا مهن عفا عليها الزمن بشكل مستمر وفي الوقت ستعمل على ظهور مهم جديدة أيضًا. تشمل بعض الأمثلة على المهن الجديدة التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة مهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات ومطوري التطبيقات ومبرمجي الواقع المعزز/الواقع الافتراضي ومحللي البلوك تشين ومديري وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر.
مع وضع كل هذا في الاعتبار، لم يعد بإمكان اتباع أساليب التعليم القديمة لتعليم الطلاب. حيث يوجد اتجاه عالمي متزايد تستند المناهج الآن إلى المستقبل دائم التطور والاستخدام البارز للتكنولوجيا وحلول الفصول الدراسية وحلول الفصول الدراسية الذكية. كما يركز المعلمون في جميع أنحاء العالم على التركيز على المهارات ذات القيمة العالمية التي تواكب المستقبل وتؤثر في الكفاءات والاهتمامات الفريدة للطلاب. لذلك، فإن التعلم متعدد التخصصات والتعليم القائم على الكفاءة والتعلم مدى الحياة وتكنولوجيا التعليم (EdTech) داخل الفصل الدراسي الذكي، مثل برامج التدريس وإدارة الفصول الدراسية، هي اتجاهات رئيسية لا يمكن للمعلمين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تجاهلها.
اجعل طلابك تواكب المستقبل وساعدهم على المنافسة عالميًا خارج منطقة آسيا والمحيط الهادئ
وفقًا لأحدث استطلاع ""سمعة صاحب العمل (Employer Reputation)"" تم إجراؤه، أدرك أصحاب العمل أن خريجي الجامعات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (APAC) لديهم أوسع فجوة بالمهارات الشخصية موجودة على مستوى العالم فيما يتعلق بمهارة حل المشكلات، تليها مهارة الصمود والمرونة والتعلم النشط والإبداع .2 يمكن أن تعزى أسباب ذلك إلى العديد من العوامل المؤثرة وقد تختلف من بلد إلى آخر. على الرغم من أنهم ينحدرون من منطقة ذات ثقافات فريدة تاريخيًا وقائمة على الانسجام والانضباط والاستظهار عن ظهر قلب. ولكن على الرغم من أن هذه الأساليب لها مزاياها في بعض أنظمة التعليم، إلا أنها ليست مناسبة بالضرورة لمكان عمل ذكي ديناميكي ويتناسب مع مستقبل قائم على التكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك، إلى جانب التقدم التكنولوجي، فإن دمج البيانات والذكاء الاصطناعي في سوق العمل آخذ في الازدياد، والذي بدوره يقود إلى حدوث زيادة عالمية في الطلب على توفر مهارت تقنية في تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات (ICT).3 لذا سيتمتع المحترفون الذين يمتلكون الكفاءة في حل المشكلات وإجادة الكتابة والقراءة والحساب ويتمتعون بالقدرات التحليلية بالحصول على ميزة تنافسية وإمكانات أكبر في الطلب عليهم أكثر من أقرانهم.3 يجب على دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ مساعدة الطلاب على تنمية المهارات المناسبة من خلال دمج مناهج التعلم الفعالة وتكنولوجيا التعليم، وذلك لكي تصبح أكثر قدرة على المنافسة عالميًا في مجال الاقتصاد الرقمي.3
أهم 5 اتجاهات تعليمية يجب معرفتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
1. التعليم القائم على الكفاءة – مساعدة الطلاب على الوصول إلى الإتقان بدلاً من مجرد إكمال الدراسة
إذا كيف ترسخ قدرات حل المشكلات والتفكير التحليلي والمرونة والإبداع في أذهان الطلاب؟ وتتمثل إحدى هذه الطرق لتحقيق ذلك في نموذج التعليم القائم على الكفاءة (CBE). ببساطة، يعني نموذج التعليم القائم على الكفاءة (CBE) أنه بدلاً من التركيز على الدرجات والمناهج المخططة مسبقًا، يتم التركيز على مدى كفاءة كل طالب في كل مادة. في التعليم التقليدي، يتم التخطيط لوضع المناهج والخطة الدراسية ويتم تحديد معالهم بشكل موحد لتناسب جميع الطلاب. الجانب السلبي لهذه الطريقة هو أنها تفترض أن جميع الطلاب يمتلكون نفس القدرات والاهتمامات وتفضيلات التعلم. وهذا يجعل العديد من الطلاب يمضون قدمًا في التعليم طوال العام الدراسي ولكن دون وجود فهم صحيح للمواد التي يتم تدريسها أو إتقان أيّ مهارات ضرورية، على الرغم من حصولهم على درجة عالية أو حتى درجة مرضية. باختصار، يهدف نموذج التعليم القائم على الكفاءة (CBE) إلى ضمان إتقان الطلاب لما يتم تدريسهم بدلاً من مجرد إثبات إكمالهم للاختبارات والامتحانات بصورة مرضية.
تعد تكنولوجيا التعليم والفصول الدراسية الذكية من المكونات الرئيسية لنظام تعليمي فعال قائم على الكفاءة، فهي تساعد الطلاب من جميع القدرات والاهتمامات على تطوير التفكير الإبداعي من خلال التعلم النشط، أيّ من خلال استخدام مهارات المناقشة والتحقيق والتفكير والعصف الذهني على سبيل المثال لا الحصر. عبر مزيج من المشاريع الجماعية العملية، وطرق التعلم الجذابة الجديدة عبر التكنولوجيا، وحتى بعض طرق التدريس التقليدية، يتعلم الطلاب من خلال العمل ومن خلال الوسائل التي تساعدهم على إتقان موضوع أو مهارة بشكل أفضل. تساعد تكنولوجيا التعليم والفصول الدراسية الذكية أيضًا على التعلم التكيفي، وهي منهجية تعتمد على البيانات تستخدم الخوارزميات والتعليقات في الوقت الفعلي لتعديل تجارب التعلم للطلاب الفرديين وجعلها ذات طابع شخصي.
في وقتنا الحاضر، تخطى نموذج التعليم القائم على الكفاءة (CBE) كونه طريقة تجريبية جديدة للتعليم؛ بل انتشر بسرعة في العديد من مناطق العالم.2
2. تكنولوجيا التعليم في الفصول الدراسية الذكية تجعل الطلاب أكثر ذكاءً – السبورات التفاعلية هي العمود الفقري لتكنولوجيا التعليم
"في عالم سريع التغير يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية الأخرى، يجب علينا أيضًا استخدام التكنولوجيا لإعداد الطلاب للمستقبل. يمكن أن تساعد تكنولوجيا التعليم (EdTech) مدارسكم على الانتقال بعيدًا عن المفاهيم والأساليب التعليمية الثابتة والقديمة المتوطنة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها. ولأننا لا نستطيع التنبؤ بما يخفيه المستقبل لنا، يجب علينا تزويدهم بالمهارات والأدوات والخبرات اللازمة التي تسمح لهم بأن يكونوا قادرين على المنافسة ولديهم القدرة على التكيف والتعامل مع التعقيد. لا يمكنك الانتظار لأن تكنولوجيا التعليم تعمل بالفعل على قدم وساق في العديد من المناطق، وإذا تأخرت مدرستك أو بلدك أو منطقتك، فأنت تضع طلابك في وضع لا يُحسد عليه. لذا بينكيو هنا موجودة لمساعدتك على البدء:
تمكّنك سبورات بينكيو المعتمدة من EDLA والمزودة بتطبيقات جوجل بلاي وتطبيقات جوجل الأساسية من تثبيت تطبيقات التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي المفضلة لديك مباشرة على السبورة. بالإضافة إلى ذلك، توفر سبورات بينكيو إمكانية الوصول السهل إلى منصات الذكاء الاصطناعي القائمة على الويب. كما تم دمج سبع أدوات للذكاء الاصطناعي مباشرة في سبورات بينكيو وتتوفر تطبيقات متنوعة لتعلم الذكاء الاصطناعي على GMS، مما يسمح بإمكانية وصول أفضل إلى الفصول الدراسية والشمولية والسلامة. تعرف على المزيد حول حلول الفصول الدراسية الذكية من بينكيو واكتشف كيف يمكننا مساعدتك على إحراز تقدم في مهمة تعليم الطالب بالقرن الحادي والعشرين.
روابط ذات صلة:
7 أدوات تعلم الذكاء الاصطناعي مدمجة في سبورات بينكيو قد لا تعرفها
5 تطبيقات ذكاء اصطناعي لجعل دروسك على سبورات بينكيو
3. التعليم متعدد التخصصات – تعليم الطلاب طريقة معالجة التعقيد ورؤية الصورة الكبيرة باستخدام الأجهزة المعتمدة من EDLA وغيرها من ميزات تكنولوجيا التعليم
بالنسبة لجيل إكس وجيل الألفية الذين يقرأون هذا، قد تتذكر أيام مدرستك عندما كان لديك فصول لمواد فردية لمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والدراسات الاجتماعية والموسيقى والفن وما إلى ذلك. ومع ذلك، في العالم الحقيقي، أصبحنا نفهم كبالغين أنه لا يوجد موضوع أو مهنة منفصل عنه بعضه، بل كل شيء مترابط ومتشابك مع بعضه البعض. فهناك العديد من المواد تطورت بناء على تخصصات أخرى وهناك مواد تأثرت بنظريات ومفاهيم من مجالات أخرى. على سبيل المثال، يمكن النظر إلى الموسيقى على أنها صيغة رياضية. كما تتأثر الأحداث التاريخية بالجغرافيا وحتى تتأثر بالطقس. وغالبًا ما يتم تصميم التقنيات الجديدة لتساهم في معالجة أمراض المجتمع أو الكوارث الطبيعية. يُعرف هذا باسم التعليم متعدد التخصصات. عبر التنوع وطبيعة تكنولوجيا التعليم (EdTech) عن بُعد والفصل الدراسي الذكي بما في ذلك شاشات العرض التفاعلية المعتمدة من EDLA بالإضافة إلى ميزات السبورة التفاعلية وخدمات جوجل للهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي وتقنيات الألعاب التحفيزية، يتم تجهيز المعلمين بأدوات قوية لمساعدة الطلاب على فهم المواد والموضوعات عبر العديد عرض العديد من وجهات النظر ووجهات النظر المختلفة.
وهناك جانب آخر مهم بالترابط الذي يجب على المعلمين عدم تجاهله هو علاقة الطلاب بالعالم الخارجي خارج إطار مدارسهم التقليدية.3 في العالم المعولم الذي نعيش فيه، ما يحدث على جانب واحد من الكوكب سيكون له حتمًا تأثير على الأشخاص في جميع أنحاء العالم. بدءًا من الحروب وتغير المناخ وصولًا إلى الأزمات المالية، يحتاج الطلاب إلى التفاعل مع أشخاص من مختلف البلدان والثقافات والأديان ووجهات النظر. وبفضل قوة تكنولوجيا التعليم والتعاون الوثيق والتواصل مع المجتمعات المحلية4 والعلاقات مع المدارس الأخرى والمنظمات غير الربحية والشركات، يمكن للمعلمين حقًا تعريف تلاميذهم على "الصورة الشاملة" ورؤية العالم على حقيقته.
4. التعلم مدى الحياة – القدرة على التكيف في عالم دائم التغير
تُعد القدرة على الارتقاء بمهارات الفرد أو توسيع قاعدة معارفه أمرًا بالغ الأهمية في ظل العيش في عالم ديناميكي ومتغير باستمرار. خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأتمتة من بين أمور أخرى، لا يمكن لأيّ شخص أو مهنة أن تظل ثابتة ولا تتغير. أحد الأمثلة على ذلك هو الاتجاه المتنامي للاعتمادات الصغيرة، وهي برامج تأهيل قصيرة ومركزة مصممة لتوفير المهارات والدراية والخبرة عند الطلب.
هناك اتجاه آخر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاعتمادات الصغيرة في السنوات الأخيرة وهو استخدام التعلم النانوي (المعروف أيضًا باسم التعلم المصغر)، وهو نهج يقدم المواد للطلاب بتنسيقات مركزة ومحددة الحجم، مثل مقاطع الفيديو القصيرة. يركز كلا النهجين على مساعدة الأشخاص على إتقان مهارات أو معارف جديدة في فترة زمنية قصيرة لأن المهارات المطلوبة تتطور بصورة دائمة. في الماضي، كانت تتسم عملية إعادة تدريب الأشخاص أو تحسين مهاراتهم بأنها مسألة مرهقة ومكلفة تتطلب فصولًا دراسية حقيقية ومعلمين متعددين ومواد تعليمية. لحسن الحظ، مع تكنولوجيا التعليم، لم يعد هذا عائقًا حيث يمكن للمعلمين والطلاب على حد سواء الآن الاستفادة بسهولة من الموارد مثل الفصول الدراسية عبر الإنترنت وعن بُعد بشكل شخصي والوسائط الرقمية وغيرها من الأدوات الرقمية الأخرى.
5. الرفاهية والصحة العقلية – طريقة أكثر ذكاءً للحفاظ على صحة الطلاب وسعادتهم
في السنوات الخمس الماضية، زاد ما يقرب من نصف الآباء (48%) من توقعاتهم في أن تعمل مدرسة أطفالهم على دعم الرفاهية. فقد زاد أكثر من أب واحد من بين كل أربعة آباء (27%) من توقعاتهم بشكل كبير أو إلى حد ما.5 وبعبارة أخرى، يضع الآباء الآن المدارس على مستوى أعلى من ذي قبل فيما يتعلق بالصحة العقلية لأطفالهم ورفاهيتهم. وهذا منطقي للغاية حيث أن المدارس هي المكان الذي يقضي فيه الأطفال معظم ساعات يومهم بها وأيضًا حيث يواجهون أكبر قدر من التوتر. الناتج عن إما التحضير للاختبار أو الواجبات المنزلية أو المواقف الاجتماعية، لم تكن المدارس أبدًا ممتعة ومليئة بالألعاب، خاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. علاوة على ذلك، هناك صلة واضحة بين الرفاهية والإنجاز الأكاديمي. لذلك، تلعب المدارس دورًا مهمًا في مساعدة الطلاب على الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة.
يمكن أن تلعب تكنولوجيا التعليم والفصول الدراسية الذكية دورًا أساسيًا في مساعدة المدارس على تقييم ومعالجة الصحة والرفاهية بشكل فعال وفوري. على سبيل المثال، بالإضافة إلى وجود الاستشارة الافتراضية، يمكن لكل من الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء الوصول إلى المستشارين بسهولة في وقتنا الحالي، مما يضمن توفير المزيد من الاتصالات المباشرة بدلاً من الاعتماد على التقارير المخصصة. أيضًا من خلال استخدام تكنولوجيا التعليم، يمكن للمعلمين دعم الطلاب ذوي الإعاقة مثل الطلاب الذين يعانون من ضعف البصر وذلك عبر تحويل النص إلى كلام ومساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التنقل عبر مشاركة الشاشة اللاسلكية والاتصالات. يمكن أن يلعب الفصل الدراسي الذكي أيضًا دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الصحة البدنية، على سبيل المثال، شاشات العرض المقاومة للجراثيم، وتقنيات حماية العين، ومراقبة جودة الهواء، وتنقية الهواء، وتعزيز الأنشطة البدنية من خلال إشراك الوسائط المتعددة.
المراجع |
- Scientific Research. (2016). Current Trends in Competency Based Education. https://www.scirp.org/journal/paperinformation?paperid=71340
- HurixDigital. (2024). Innovative Approaches to K-5 Education: Nurturing Young Minds. https://www.hurix.com/innovative-approaches-to-k5-education/
- ecis. (2023). Telecollaboration: Empowering Students Through Global Connections. https://www.ecis.org/telecollaboration/
- Stand Together. (2024). 7 education trends to watch in 2024. https://standtogether.org/news/trends-in-education-to-watch/
- McCrindle Research. (2023). Top 5 education trends. https://mccrindle.com.au/industry/education/top-5-education-trends/